Why So Much Hate? لماذا التعصب والكراهية إلى هذا الحد؟

أيمن رياض، نيو إيج إسلام

(ترجمه من الإنجليزية: غلام غوث، نيو إيج إسلام)

2 يونيو 2014

لماذا لا تزال تقع بعض درجة من التوتر بين المسلمين والمجتمعات الدينية الأخرى، على الرغم من أن القرآن يشجع "التعايش السلمي"؟ 1. أود أن أقترح عدة أسباب وراء ذلك وسأحاول تقديمها باختصار.

وأول أسباب هو خلط الإسلام مع المسلمين. الإسلام الذي يفهم وينفذ صحيحا هو دين كامل لأن النبي عليه السلام جاء به (هذه الجملة يمكن تطبيقها على الأديان الأخرى أيضا، على الرغم من أن كلها دين واحد في الواقع). أما المسلمين فليس كثير منهم إنسانا غير كامل، وهكذا هو الحال مع كل مجتمع، وبعضهم لا يمكن أن يصل إلى الكمال. ومثل هؤلاء الناس يضعون تسمية عليهم فهم يعتنقون مجرد عقيدة معينة ولا يمارسونها.

هل يمكن أن يدعي أي مجتمع ديني أن كل عضو من أعضائه أو أتباعه مثالي وكامل عبر التاريخ. وينبغي إدلاء هذا التمييز بشكل واضح أن الإنسان بغض النظر عن الدين يتعود على ارتكاب الأخطاء. في الواقع هناك شتى الثقافات المسلمة التي تنتهك المبادئ الأساسية من الإسلام.

من المفيد فهم أسباب التطرف سواء كانت متصورة أو حقيقية. يؤدي الظلم الشديد والمتواصل وتجاهل حقوق الإنسان للمسلمين إلى التطرف ولكن لا يمكن أبدا استخدامه لتبرير المنكرات والشرور الممنوعة في الإسلام، حتى ولو كان الشخص مظلوما. 2

والسبب الثاني هو التركيز على السلبيات في التاريخ الذي قام به عدد قليل من المسلمين. وفي حالة الإسلام منذ 14 قرنا من التفاعل مع المجتمعات الأخرى عن طريق المسلمين الذين اختلفت طرقهم في درجة الالتزام ولكن لا يمكن أن يكون أحدهم على الكمال. إذا كنت تريد أن تبحث عن السلبية فإنك سوف تجد الكثيرين في كل مجتمع. فلماذا التركيز فقط على الدين الواحد؟

وتحثنا العدالة والتوازن على أن نواصل التعايش السلمي الراسخ الجيد الذي استمر لقرون عديدة بين المسلمين والمجتمعات الأخرى ونتعاون معا في إنتاج الحضارات الهائلة التي أدت إلى العلوم والآداب والمعارف والتراث التي فجرت النهضة الأوروبية. ولذالك هذا هو حقا مسألة التحيز وقطف الكرز فكل من العنصرين موجود هنا ولكن الإجراءات الإيجابية تتجاوز الإجراءات السلبية.

والسبب الثالث أنه هناك الصور النمطية الإعلامية. إن الجهود المستمرة لسحب إسم جيد من الإسلام في كل ما هو سلبي وسيئ يمكن ملاحظتها بسهولة. لها جانبان. إذا كان شخص يرتكب عملا من أعمال الإرهاب فيقال مثلا: "إن السيد جون فعل ذالك" ولكن عندما يرتكب أي مسلم نفس الشيء فيقال: "إنه إرهاب المسلمين". ومع أنه هناك بعض الحقيقة في أمر الأخير. ودعني أشرح. عموما عندما يحاول المسلمون إضفاء الشرعية على تصرفاتهم العنفية باستخدام المصادر الإسلامية فمن الصحيح اعتبار هذه الأعمال بمثابة "إرهاب المسلمين" ولكن عندما لا يحاول المسلمون إضفاء الشرعية على أعمالهم العنيفة من المصادر الإسلامية ويجرون أعمالهم من أجل ثأرهم الشخصي فلا يصح أبدا تسمية الإرهاب الإسلامي.

ولكن وسائل الإعلام تعتبر كل من العملين بمثابة الإرهاب الإسلامي ولا تعتبر أي عمل إرهابي مسيحي أو إرهاب هندوسي، على الرغم من أنه في بعض الحالات، هؤلاء المنتهكين للمجتمعات الدينية الأخرى يستخدمون دعامة دياناتهم.

هذا نوع صارخ جدا من التحيز الذي يحرض على الكراهية ويضخم الصور النمطية السلبية والخاطئة.

والسبب الآخر هو فكرة عالمية بعد هجمات الحادي عشر من شهر سبتمبر كما لو أن جميع المسلمين مسؤولين عن ذالك. وتم إنشاء صورة في أذهان غير المسلمين أنه عندما وقع أي نوع من العنف أو التآمر كان من قبل المسلمين. هناك أيضا غياب التقارير المتوازنة والعادلة من قبل العديد من الصحفيين؛ وأنا لا أقول أن هناك غياب التقارير ذات التحيز. ولكن هناك عدم التوازن؛ فلا ترجيح مناسب للجانبين. ولا بد لي أن أضيف أيضا أن هناك استثناءات ممتازة لذلك.

والسبب الآخر هو الأفعال البغيضة وأعمال الانتقام الشخصي بين المسلمين والطوائف الدينية الأخرى. وهذا يضعنا في حلقة مفرغة  تعزز الصور النمطية الخاطئة وعدم الثقة.

والسبب الأخير الأكثر خطورا هو تفسير كتاب الله تعالى بطريقة تنتهك قواعد التفسير، ولا ترتبط مع سياقها التاريخي ولا حتى مع السياق النصي، وذالك نظرا إلى ما تشير الآيات الأخرى حول نفس الموضوع.

1. http://www.newageislam.com/islam-and-pluralism/peaceful-coexistence-in-islam/d/87066

2.http://www.newageislam.com/islam,terrorism-and-jihad/oppression-does-not-legitimise-terrorism/d/7453

URL for the English article: https://newageislam.com/islamic-society/so-hate/d/87287

URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/so-hate-/d/87313