غلام رسول، نيو إيج إسلام
(ترجمه من الإنجليزية: غلام غوث، نيو إيج إسلام)
24 ديسمبر2013م
"أرجوكم النظر إلى كلمة "غزوة" التي استخدمت هنا. غزوة تعني معركة إسلامية شارك فيها النبي عليه السلام بنفسه، سواء كانت حملة عسكرية كبيرة أو معركة على نطاق صغير. لذالك، إذا لم يكن النبي عليه السلام موجودا الآن كي يشارك في هذه المعركة جسديا ، فلماذا تسمى ھذہ الحملة العسکریة ب"الغزوة"؟ هل فكرت فيها حقا؟ فإن السبب الوحيد هو أنها ليست سوى بعثة النبي عليه السلام الخاصة به. ولذالك، عليكم إجراء هذه المهمة النبوية. وهذا تكريم أنعمه الله سبحانه وتعالى على الباكستانيين. وهذا هو السبب الذي أدى إلى تأسیس دولة باكستان. والآن يجب على الباكستانيين أن يستعدوا لمعركة غزوة الهند.
هل يذكركم شيئا الاقتباس المذكور أعلاه الذي كتبه العالم الباكستاني الكبير، السيد عرفان الحق؟ نعم، إنه يذكرنا حديثا تم إساءة ترجمته ضد الوثنيين من الهند وينقله العديد من الإسلاميين المتطرفين من باكستان مثل عرفان الحق في محاولة لتحريض جميع الباكستانيين على حمل الأسلحة ضد الهند ومحو كل الوثنيين من المنطقة. ولا داعي إلی القول بأن كلمة "الوثني" في قاموسهم الحصري تشمل الأغلبية الساحقة من المسلمين الذين يحبون ويكرمون الأولياء والصوفياء الكرام الذين جاءوا بالإسلام إلى جنوب آسيا. وهناك المزيد من الملالي المتطرفين والأيدولوجين السياسيين المتعصبين في مناطق مختلفة من باكستان من أمثال مولانا عرفان الحق، الذين يقدمون الحوافز الدينية لتربية الإرهاب والعنف الطائش ضد المواطنين الهنود بصفة عامة وإخواننا من غير المسلمين على وجه الخصوص.
ومع ذالك، قد لا يعلم الكثير من الهنود حول غزوة الهند والأغراض التي يتم نشرها من أجلها. سأكشف النقاب عن هذه المؤامرة المزعجة التي حاكها ما يسمونهم بالمجاهدين، و کل ذالك یجري أمام أعین المواطنين الساذجين للهند بمن فيهم المسلمون وغير المسلمين الغافلین عن هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى شن الهجمات الخسيسة على أرضنا، الهند، بإسم غزوة الهند. وبالتالي، سأدحضها على الأسس اللاهوتية والإسلامية الوثيقة.
ما هي عقيدة غزوة الهند؟
ويدعي الأنصار الباكستانيون لغزوة الهند أن النبي عليه السلام كان قد تنبأ بأن الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين سيغزون الهند في يوم من الأيام وسيتم محو جميع الوثنيين إلى الأبد. والذين يشاركون في هذه الحرب الدموية ضد الكفار سيدخلون في الجنة في أسرع وقت من عامة المسلمين. وهذه هي بالضبط الفكرة الأساسية وراء إنشاء الأسطورة الشائنة: غزوة الهند. وباختصار، غزوة هند المعروفة بغزوة الهند أيضا هي مبدأ خطير (استنادا إلى الأحاديث الموضوعة) التي يستخدمها ما يسمونهم بالمجاهدين والمتطرفين والإرهابيين الذين يثيرون التعصب والكراهية ضد الهند في قلوب عامة المواطنين الباكستانيين من خلال إعطاء المبرر الديني.
الأحاديث الموضوعة المتعلقة بغزوة الهند
قد وضع المتطرفون أربعة أحاديث لنشر الفكرة غير الإسلامية والخبيثة المتعلقة بغزوة الهند بوقاحة، ولكن، يا للسخرية، لم يتم دحضها بين أغلبية العلماء المسلمين الصامتين في باكستان. إن أكثر الأحاديث مشهورا هو ما يعتقدونه أنه روي عن صحابي النبي عليه السلام أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. وهذا هوالحديث الذي نقله مولانا عرفان الحق في خطاب ألقاه في باكستان وحاول فيه القيام بغسيل الدماغ لعامة الباكستانيين حتى ينشغلوا في حرب دموية ضد الهند باسم غزوة الهند. أرجوكم النظر إلى كيف استخدم هذا المولوي المتعصب هذا الحديث لإجراء عملية غسيل الدماغ للشعب الباكستاني وتعزيز الإرهاب ضد الهند:
"أرجوكم الملاحظة، أن الله سبحانه وتعالى قضى على الشرك والكفر من شبه الجزيرة العربية كلها ولكنه وضع بعض فترة من الوقت لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم لإنجاز هذا العمل الذي ما زال غير مكتملا حتى وقت وفاته. وكان الشرك والوثنية في حاجة إلى أن يقتلعا من بقية العالم. وبالتالي، في أيامه الأخيرة ، أمر النبي عليه السلام به، كما جاء في الحديث: "عن صفوان بن عمرو ، عن بعض المشيخة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند - فقال : ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم ، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل ، يغفر الله ذنوبهم ، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام ) قال أبو هريرة : إن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارف لي وتالد وغزوتها ، فإذا فتح الله علينا وانصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر ، يقدم الشام فيجد فيها عيسى بن مريم ، فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني قد صحبتك يا رسول الله . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم قال : هيهات ، هيهات."
المصدر :
ويذكر رئيس المنظمة الإسلامية الباكستانية "جنود الإسلام" ثلاثة أحاديث موضوعة أخرى في مقالة عنوانها "غزوة الهند: "سيسيطر المجاهدون على الهند"
1. " عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ : عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) العصابة : الجماعة . أحرزهما : وقاهما" .رواه النسائي (رقم/3175)، والإمام أحمد في " المسند " (37/81) طبعة مؤسسة الرسالة ، وحسنه محققو هذه الطبعة ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1934)
2. " حدثنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فإن أدركتها أنفقت فيها نفسي ومالي فإن استشهدت كنت من أفضل الشهداء وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر" (سنن نسائي)
3. " حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان عن بعض المشيخة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الهند فقال (ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل يغفر الله ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام) كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - الصفحة ٢٥٢
المصدر: http://islamkesipahi.wordpress.com/ghazwa-e-hind/
إنه أمر صادم جدا أنه بعد أن ذكر هذه الأحاديث، الكاتب المذكور أعلاه يخلص إلى أن: "الهند هي فتنة تم دعمها من قبل الصهاينة لتدمير المسلمين. وذالك أسفر عن حرب بالوكالة التي تقدم فيها الصهاينة الدعم والأموال إلى الهند لتدمير المسلمين. وكانت الهند نفسها دولة إسلامية إلى أن غزت القوات البريطانية، و أعطت الهندوس كل السلطة قبل مغادرتها وحاولت قصارى جهدهم لإسقاط المسلمين . وشكرا للدكتور العلامة إقبال، ومحمد علي جناح وجهود حركات باكستان التي من أجلها حصل المسلمون على دولة باكستان".
المصدر: http://islamkesipahi.wordpress.com/ghazwa-e-hind/
دحض المتطرفين
هذه إحدى الأمثلة الكثيرة لاستخدام المتعصبین الإسلاميین المتطرفین هذه الأحاديث الموضوعة وإقامتھم بعملية غسيل الدماغ لعامة الباكستانيين حتى ينشغلوا في الحرب الفكرية والإرهاب ضد الهند.
ومن المنظور الدیني، إذا أردنا أن نقدم ردا موثوقا لتفسير المتطرفين أو الحديث الموضوع، فإنه يجب علينا التعامل مع وجهات نظرھم باستخدام نهج العلماء الإسلاميين الكلاسيكيين. ولذلك، أود أن أقوم بدحض فکرة غزوة الھند بناء على المنهجية الكلاسيكية والحديثة من الدین الإسلامي:
1. وفقا لأصول الحديث الإسلامي الكلاسيكي، لا يمكن أن يطلق "الحديث الصحيح" على أي حديث حتى نتأكد من صحة الحديث من خلال تطبيق الشروط المعينة من صحة الحديث. إن إحدى الشروط هي مذكورة في كتب الصحاح الستة. لا حديث موضوع لإثارة "حركة غزوة الهند" يحتل مكانا في إحدى كتب الصحاح الستة. بالرغم من أن مثل هذين الحديثين مذكوران في مجموعة الأحاديث غير الموثوقة من الإمام النسائي ، وليس في السنن الصغرى للنسائي الذي هو أحد كتب الصحاح الستة. ولا يوجد التقريران الآخران حتى في أية مجموعة كتب الأحاديث.
2. ولم نعثرعلى أي تقرير في التاريخ الإسلامي يخبرنا عن استخدام مصطلح "غزوة الهند" في الماضي، ولا حتى من قبل ما يسمونهم الحكام المسلمين أو الفاتحون الذين شنوا الحرب ضد الهند وغزوا عليها. إذا كانت الأحاديث المتعلقة ب"غزوة الهند" موثوقة حقا أو على الأقل مشهورة بينهم، فإنه كان يجب أن يذكرها ويجب علينا أن نأخذ مثل هذه التقارير في تاريخ الإسلام أو المسلمين.
3. بما أن هذه الأحاديث لا توجد على الإطلاق في أي مجموعة من مجموعات الأحاديث يعتبرها أهل الشيعة موثوقة، وهناك احتمالات بأن تكون قد تم اختراعها من قبل الأمويين وفقا لتصاميم التوسعية الخاصة بهم. الجدير بالذكر أن الأمويين يصلوا إلى إقليم السند الذي كان جزء من أجزاء الهند في ذلك الوقت.
غلام رسول الدھلوي كاتب باللغات العربية والإنجليزية والأردية والهندية۔ وھوحصل على الشهادتین: العالمية والفضيلة من الجامعة الأمجدية، والشھادة في علوم الحدیث من معھد الأزھر، بمدینة بدایون، أترابرادیش، وشهادة البكالوريوس من الجامعة الملية الإسلامية، وھو يواصل الآن دراسات الماجستیر في الدين المقارن في الجامعة الملية الإسلامية ، نيو دلهي، الهند
URL for English article: https://newageislam.com/urdu-section/pakistani-jihadis-war-cry-ghazwa/d/24415
URL for Urdu article:
URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/pakistani-jihadis-war-cry-ghazwa/d/35051